أخبار وطنية الحكومة باتت رهينة فجر ليبيا
كلّ التونسيين ـ ما عدا حزب النّهضة ـ يعرفون أنّ «فجر ليبيا» الذي يسيطر على غرب هذه البلاد وعلى طرابلس، هو حركة دينية مسلحة وعنيفة سمحت بدخول الارهابيين والأسلحة والمال الى بلادنا، وقد كانت لها ومازالت علاقات وطيدة مع «النهضة» وكلنا نتذكّر زيارة حمادي الجبالي لعبد الحكيم بلحاج قائد فجر ليبيا عندما كان يقيم بإحدى المصحّات التونسيّة، وذلك للإطمئنان على صحّته.. وفي الأيّام الأخيرة صرّح راشد الغنّوشي أنّ من مصلحة بلادنا أن تتحالف مع فجر ليبيا (وتقطع مع حكومة حفتر المعترف بها من قبل المجموعة الدولية) حتى تحمينا من داعش! وبهذا التصريح أكّد رئيس حركة النهضة انّ حزبه لم يتخلّ عن المجموعات الدّينية العنيفة، وانّه (أي راشد الغنّوشي) بحاجة الى ثورة على مستوى فكره وثوابت حزبه ليكون تونسيا 100 ٪! وكانت ميليشيات «فجر ليبيا» احتجزت مؤخّرا مدنيين وديبلوماسيين تونسيين مطالبة بإطلاق أحد قياداتها المسمّى وليد القليب المعتقل في تونس بتهمة الضّلوع في الارهاب، وذلك كشرط لإخلاء سبيل الرهائن!
وللتذكير فانّ عددا من التونسيين كانوا احتجزوا سنة 2012، واشترط الخاطفون اطلاق سراح ارهابيين ليبيين تعتقلهم السلطات التونسية، وفي كل مرة تضعف الحكومة التونسية وتستجيب لطلبات تنظيم فجر ليبيا.. وهنا لابدّ من الإشارة الى أنّ الرّئيس أوباما طلب من السيد الباجي قايد السبسي (ومن دول أخرى) التوسّط لإقرار مصالحة بين فجر ليبيا وحكومة طبرق المدنية وهو ما يرى فيه الملاحظون دعما للحركات الاسلاميّة العنيفة في العالم العربي وقد استجابت تونس فرحة مسرورة. فمسكينة بلادنا..
مهما يكن من أمر فإنّ ضعف الدولة التونسية أمام فجر ليبيا أمر محيّر وسيتكرّر، ونعتقد أنّ في قبول شروط هذه الحركة إهانة للشعب التونسي بأكمله وتهديدا لمصالحه، بينما كان على مسؤولينا إغلاق الحدود وفرض التأشيرة واجلاء الرعايا التونسيين المقيمين بهذا البلد اذا طلبوا ذلك، وكذلك عدم استقبال الجرحى الليبيين وتجميد كلّ الحسابات البنكيّة والتنسيق مع البلدان الشّقيقة والصّديقة لحماية حدودنا.
انّ ضعف الحكومة التونسيّة اصبح أمرا مفضوحا، مع العلم انّ فجر ليبيا لها أنصار في تونس، من ضمنهم مجموعة من رجال الأعمال الفاسدين وحزب النهضة الذي يعتبرها صديقا له ولبلادنا!
وأنا أنصح «فجر ليبيا» بعدم التدخّل في شؤوننا الدّاخلية وألاّ تنشط داخل التراب التونسي وألاّ تساهم بصفة مباشرة أو غير مباشرة في تمرير السّلاح أو تسفير شبابنا.. وأمّا ما يفعله في ليبيا، فشأن داخلي لهذا البلد الذي نرجو لشعبه السلم والرّخاء.
أخبار الجمهوريّة